مقال بقلم د / ياسر حسان: لماذا لا يأتي الاستثمار الخارجي إلى مصر؟
خاص سياسي
الأسباب لذلك سأوردها بعيدًا عن تخصصي في الاقتصاد السياسي، ولكن من وجهة نظر المستثمر الأجنبي كوني رجل أعمال أنظر للأمور من نفس زاوية أي رجل أعمال.
ربما يعجبك
أولًا: الدولة لا تنظم أو تراقب الأعمال في مصر كما يحب أن يكون اقتصاد الدولة، بل هي منافس حقيقي في كل قطاعات الأعمال تقريبا.. فهناك مدن للدواء والغذاء وشبه احتكار للإعلام والإعلان، وقائمة أعداد الشركات الحكومية تزداد بصفة منتظمة.
ثانيًا: مصر منفردة -عكس معظم الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية- لا تشترط أن تكون المقرات الرئيسية للشركات العالمية الراغبة للعمل مع الدولة في مصر.. دول الخليج توزع الاستثمارات الحكومية على القطاع الخاص، بينما مصر تمنح الشركات والجهات الحكومية تنفيذ خطة الحكومة، والاستعانة بالقطاع الخاص يكون عند الضرورة فقط.
ثالثا: المؤشرات الاقتصادية وحجم الدين العام الداخلي والخارجي ووضع الاحتياطات النقدية من العملات الأجنبية واضح ومعروف ولا يعطي انطباعًا إيجابيًا. وتجميل الأرقام أو أخذ لقطة لمؤشر واحد إيجابي لا يغير الصورة الكاملة من التخوف من حجم الدين المرتفع بشكل مستمر.
رابعًا: الوضع السياسي في مصر مستقر لكنه غير مستدام.. صحيح أن مصر لم تعرف الاستدامة السياسية منذ عام ١٩٥٢، لكن قبل يناير ٢٠١١ كان يكفي الاستقرار لجذب الاستثمارات الأجنبية.
الآن وبعد ثورات الربيع العربي والظروف السياسية في المنطقة لم يعد يكفي الاستقرار لأنه مؤشر عن الحاضر فقط.. أصبحت الاستدامة ووجود نظام سياسي ديمقراطي وتداول للسلطة ضرورة، لأنه مؤشر عن المستقبل الذي تنتظره الدولة.
لن تأتي الاستثمارات الأجنبية طالما استمر وضع مصر السياسي والاقتصادي كما هو الحال الآن. يمكن أن يغير رجال الأعمال بوصلة استثماراتهم، لكنه يتوقف على قدر تغييرك لكل أو بعض ما سبق.
