لبنان يعود إلى المربع صفر .. البرلمان يبدأ من جديد مشاورات الحكومة

 


قال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأربعاء إن مجلس النواب (البرلمان) سيجتمع في 15 أكتوبر "لإجراء الاستشارات النيابية لتكليف شخصية تشكيل الحكومة الجديدة".
واستقالت الحكومة في العاشر من أغسطس في أعقاب انفجار مدمر في مرفأ بيروت أسفر عن مقتل نحو 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.

واعتذر مصطفى أديب الذي كان مكلفا بتشكيل حكومة جديدة في أواخر الشهر الماضي وسط خلافات بشأن المناصب الوزارية ومع تلاشي امل اللبنانيين بانهاء الازمة السياسية في البلاد.

ومنذ تكليف أديب بتشكيل الحكومة في 31 أغسطس، سعى إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية، قوبلت بتعطيل من القوى الطائفية النافذة في البلاد.

واصطدمت جهوده خصوصا بإصرار الثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهما والتمسّك بحقيبة المالية.

 

وساد الغموض لبنان غداة اعتذار أديب في ظل خلافات الأفرقاء على الحقائب الوزارية ، وذلك رغم الضغوط الدولية.
وياتي هذا الصراع على المناصب في ظل ازمة اقتصادية خانقة يمر بها الشعب اللبناني ادت الى انهيار العملة والمقدرة الشرائية ودفعت عددا كبيرا منهم الى مغادرة البلاد.

 

 
وأمام إصرار ساسة لبنان على مواقفهم ورفضهم القيام بتنازلات لانهاء حالة الانقسام وجه الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون الشهر الماضي في مؤتمر صحفي انتقادات حادة وتوبيخا للسياسيين اللبنانيين واتهمهم بأنهم خانوا تعهداتهم على تعطيل تشكيل الحكومة واضطرار أديب السبت للاعتذار عن استكمال مهمته.

واستبعد ماكرون حينها فرض عقوبات على القادة اللبنانيين حاليا، موضحا أنه لا يعتقد أن فرض العقوبات سيكون مفيدا في هذه المرحلة، لكنه قد يفكر في ذلك في مرحلة لاحقة بالتشاور مع آخرين.

وكانت الأحزاب السياسية تعهدت لدى ماكرون الذي زار بيروت في مطلع سبتمبر بتشكيل حكومة تضم اختصاصيين ومستقلين في مهلة أسبوعين، من أجل الحصول على المساعدة الدولية اللازمة لإنقاذ البلاد من الانهيار.

ويتهم حزب الله بكونه عامل معرقل لكل الجهود الدولية والمحلية لانهاء الصراع في البلد المدمر اقتصاديا وذلك خدمة للمصالح الإيرانية.

وفي محاولة من طهران لدعم مخططها في الهيمنة على القرار السياسي في لبنان اعلنت الحكومة الايرانية استعدادها للتواصل مع باريس ودعم الجهود الفرنسية لمساعدة لبنان إذا ما انطلقت من "نوايا طيبة"، إلا أن إيران لا تتحرك مجانا ولا تفوت فرصة لابتزاز الشركاء الأوروبيين. وقد تكون دخلت في مساومة مع الرئيس الفرنسي.

ويبدو حل عقد لبنان حاليا في أيدي إيران وفرنسا بناء على تفاهمات محتملة لن تخرج منها طهران التي تتعرض لضغوط دولية شديدة ولعقوبات أميركية قاسية، خالية الوفاض.

وامام المحاولات الخارجية للتدخل في شؤون لبنان يرى مراقبون انه لا يمكن الخروج من الأزمة دون توافق بين الأطياف السياسية اللبنانية بعيدا عن سياسة الولاء للاجنبي وللحلفاء الاقليميين.