مصر تحتفل بالذكرى 47 لانتصار أكتوبر

عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود" .. عبارة جسدها الشعب المصري على مدار التاريخ ، فكان دوما المدافعا والمضحيا والصابرا والقادرا على تحقيق المستحيل.


فعلى مدار ما يقرب من 50 عاما على انتصار حرب أكتوبر المجيدة، وتحقيق العبور الأول من أجل تحرير الارض واسترداد الكرامة العربية قبل المصرية، دخلت مصر بشعبها مرحلة العبور الثاني نحو الإصلاح والتنمية المستدامة والتطوير والإزدهار في كافة المجالات عسكريا واقتصاديا وسياسيا وتعليميا وصحيا واجتماعيا.

وكما راهنت مصر على وعي وقدرة شعبها قبل العبور الأول في حرب أكتوبر 73 ، راهنت القيادة السياسية خلال السنوات الخمس الأخيرة على الشعب المصري في مرحلة العبور الثاني  التي تطلبت تكاتف الجميع والإيمان بالمشروع المصري نحو تنمية مستدامة حقيقية ومستقبل أكثر إشراقا للأجيال القادمة.

وشهدت مصر طفرة حقيقية في كافة المجالات، وفي مقدمتها تعمير سيناء وضمها إلى قلب العاصمة عن طريق مشاريع قومية عديدة ، وأصبحت في بؤرة اهتمام المصريين وتطلعاتهم نحو المستقبل.

سيناء التي  تظل شاهده على كسر شوكة الأعداء، وتدمير وقطع يد من تسول له نفسه المساس بأمن مصر واستقرارها.. أصبحت الآن شاهده على مسيرة تنمية حقيقية لم تشهدها من قبل، حيث بلغت تكلفة مشروعات التنمية  بسيناء600 مليار جنيه ، من أنفاق ومشاريع تنموية وطبية وتعليمية هائلة.

وكما وجدت مصر في السلام مرحلة هامة للحفاظ على نصر أكتوبر المجيد،، وجدت مصر الآن في تنمية سيناء مرحلة هامة للقضاء على الإرهاب إلى الأبد ، ليظل دائما العقلية الاستراتيجية المصرية هي القادرة على فتح المجال أمام الأجيال القادمة نحو التقدم والإزدهار.

جاء اليوم ليتفاخر أجيال مصر بأبطالها .. فما حدث في أكتوبر 1973 ملحمة حقيقية .. وانجاز تاريخي تحقق بإرادة صلبة لا تلين .. فقد أظهرت حرب أكتوبر للعالم أجمع حقيقة المواطن والمقاتل المصري الذي لا يأبى الهزيمة ولا الانكسار.

حرب أكتوبر التي شهدت العديد من البطولات للشعب المصري وأبطال قواته المسلحة ، من تكاتف وصبر وعمل واجتهاد فلا يوجد شيء سهل، خاصة وان كان استرداد الكرامة قبل الأرض ، لازالت تؤكد أن الشعب المصري قادر دوما على تحقيق المستحيل.

فقد أرجأ الشعب المصري طموحاته وحياته بعد حرب الاستنزاف إلى ما بعد انتهاء الحرب وتحقيق النصر، وكتب أبطال مصر اسماءهم بحروف من ذهب في سجلات التاريخ العسكرية ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع .

بطولات أبطال القوات المسلحة بدأت في خطة خداع استراتيجي لم يشهد التاريخ الحديث مثلها ، وسرعة ودقة في التنفيذ لم تتكرر.. فهي حرب أكتوبر التي أعادة السيادة المصرية على كامل أراضيها، ورفعت علم مصر خفاقا على كل ذرة من ترابها، بفضل قوة ابناءها ، وقيادة تملك عقلًا استراتيجيًا  يعرف كيف تدار المعركة.

ورغم أن التحديات والعدائيات التي تواجهها مصر لم تتوقف لحظة واحدة ، إلا ان التغلب عليها أصبحت نجاحات يحققها المصريون يوم بعد يوم ،، فليس المهم كيف تبدأ ولكن المهم كيف ستنتهى وهذا ما نجحت فيه مصر خلال معاركها للحفاظ على السيادة والاستقلال.