مقالات د/ ياسر حسان

مقال بقلم د/ ياسر حسان: الأحزاب السياسية والديمقراطية .. والفرص الضائعة

الدكتور ياسر حسان اقتصادي وقيادي بحزب الوفد المصري
الدكتور ياسر حسان اقتصادي وقيادي بحزب الوفد المصري

 

مشكلة حزب الوفد الحالية مع قوائم انتخابات مجلس النواب هي مشكلة وطن كبير اسمه "مصر".. مشكلة يتحمل نتائجها كل الأطراف.  الوفد من جانبه ظل سنوات يقول "نعم" عندما كان يجب أن يقول "لا"، الوفد لم يكن هو وفد التاريخ في السنوات الماضية، لم يكن يعبر عن نفسه، كان تائهًا على أمل أن يجني ثمن "نعم" المتتالية حتى لو كانت ضد مبادئه وقناعاته، وحتى لو كانت "لا" هي صالح الوطن، قال "نعم" على التعديلات الدستورية، وقال "نعم" على قانون الانتخابات، وقال "نعم" للانضمام لقائمة توافقية لا يشكلها هو، وقال "نعم" قبل هذا و"نعم" بعد ذلك على أمل الحصول على مقاعد وثيرة سهلة المنال تُرضي بعض القيادات وتجني كثيراً من المال، لكن الوفد يملك تاريخًا لا تملكه كل الأحزاب السياسية الأخرى يخبره أن الأنظمة الشمولية لا تمنح هباتٍ ولا تعطي هدايا حتى لأبنائها أنفسهم والقائمة الحالية تطول لأسماء اخترعوا "نعم" وهم خارج المشهد الآن.


لماذا يقاتل الوفد الآن في المحاكم من أجل قضية يعلم أنها خاسرة للخروج من قوائم مستقبل وطن، كان يكفيه فصل تلك الأسماء التي لا تنتمي للوفد، لكنه الأمل في أن يعاد التفاوض فتخرج أسماء وتدخل أخرى ويبقى "يا دار ما دخلك شر"، القواعد في الوفد تعلم ذلك وترى المشهد جيداً وتنتظر علاجاً ليستعيد الوفد وعيه بعد غيبوبة سنوات بسبب رموز وقيادات تتمايل ذات اليمين وذات اليسار من أجل مصالح شخصية دون أن يملك أحدٌ منهم مشروعاً حقيقاً يعيد ما كان يسمى "بيت الأمة" إلى "الأمة".

أما الطرف الآخر من المشكلة فهم القائمون على تشكيل مجلس النواب القادم، مجلس نواب يأتي بطعم عائلي وليس بصعب عليك أن تكتشف درجات القرابة بين النواب الحاليين والسابقين في القوائم الأربع، هذه القوائم بالتأكيد لا تمثل الشعب وبالتأكيد هي لا تمثل حزب الوفد أيضاً الذي لا يُعرف من هم مرشحوه ولا حتى أسماء بعضهم، إنما هو اختيار محدد بمعايير خاصة تفرز برلماناً هجيناً بطعم "نعم ونعمين كمان".

ومع ذلك يقف الشعب المصري بكل ذكاء ويقرأ المشهد جيداً من الفلاحة البسيطة في ريف مصر إلى الأستاذ الجامعي في أكبر مدنها، ينتظرون الفرج وسط برلمان قادم لإرضاء الحاكم لا الشعب، ونخب سياسية تحب الذات أكثر مما تحب المكان.. حمى الله مصر والمصريين.