المعارضة البريطانية تتهم سوناك بـ"الاستهزاء بالديمقراطية"

تسبب تخطي رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك للتقاليد التشريعية، والمشاركة في الضربة الأمريكية على الحوثيين في اليمن بهدف حماية الملاحة البحرية دون أخذ رأي المشرّعين البريطانيين، في إثارة غضب المعارضة وأعضاء البرلمان، الذي من المقرر أن يواجههم قريبًا لشرح أسبابه.


يوما الخميس والجمعة الماضيان، نفّذ الجيشان الأمريكي والبريطاني، عدة غارات جوية متتالية، على عشرات الأهداف التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، داخل أربع محافظات بأجزاء مختلفة، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدن الحديدة وتعز وصعدة، التي وصفتها القيادة المركزية الأمريكية بأنها مواقع مرتبطة بهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ، التي استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وشاركت أربع طائرات من طراز "تايفون" تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، في تلك الضربات الأسبوع الماضي، وفقًأ لشبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية، وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها ليست جزءًا من حملة وتعتبر عملًا فرديًا، لكنها لم تستبعد في الوقت نفسه المشاركة في ضربات أخرى الفترة المقبلة.

واتهم حزب الديمقراطيين الليبراليين المعارض، الحكومة، وعلى رأسها رئيس الوزراء، بالاستهزاء باتفاقية الديمقراطية، التي تقضي بضرورة حصول البرلمان على تصويت على أي عمل العسكري، وأكد الحزب، على لسان متحدثه الرسمي، أن محاولة ريشي سوناك تجاهل الممثلين المنتخبين من المواطنين في مجلس العموم "أمر مشين".

ورغم تأييد حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا للضربات على الحوثيين، إلا أنهم - كما تقول الشبكة - يتوقعون المزيد من الانفتاح من الحكومة في المستقبل، مطالبين من حكومة سوناك، إذا كان في نيتها المزيد من الإجراءات، فعليها أن تقول ذلك وتوضح القضية، ونحن بدورنا سننظر في ذلك على أساس الأسس الموضوعية.

وأكدت الشبكة أن حكومة سوناك تواجه مطالب متزايدة على الجيش البريطاني، التي وصفته بأنه منكمش باستمرار في عالم مضطرب بشكل متزايد، مشيرين إلى أنه في الوقت الذي كانت الطائرات البريطانية تضرب الحوثيين، كان سوناك في أوكرانيا لتوقيع اتفاقية مساعدات عسكرية بقيمة 3.2 مليار دولار.

غضب آخر ضد حكومة رئيس الوزراء البريطاني، كما تقول الشبكة، ينبع من خطته المثيرة للجدل بإرسال طالبي اللجوء أو المهاجرين غير الشرعيين إلى دولة رواندا، التي بسببها تخلّف حزبه المحافظ عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة هذا العام.

وتعد خطة رواندا سياسة مكلفة ومثيرة للجدل إلى حد كبير، ولم ترسل شخصًا واحدًا إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا حتى الآن، لكنها - كما تشير الشبكة- أصبحت قضية رمزية بالنسبة لسوناك، ومحورية في تعهده بـ"إيقاف القوارب" التي تجلب المهاجرين غير المصرح لهم إلى المملكة المتحدة عبر القناة الإنجليزية من فرنسا.

يذكر أن جماعة الحوثي قامت اليوم الاثنين بقصف سفينة حاويات تملكها وتديرها الولايات المتحدة بصاروخ باليستي مضاد للسفن، وذلك وفقا للقيادة المركزية الأمريكية، وأكد الجيش الامريكي أن السفينة لم تبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة وهي مستمرة في رحلتها، ودعت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية حركة السفن التجارية، توخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.