توتر البحر الأحمر يتصاعد.. بريطانيا وأمريكا تطلقان "التحذير الأخير" للحوثيين

بينما تعمل مع الولايات المتحدة على إعداد "تحذير شفهي أخير" لجماعة الحوثي اليمنية، تدرس بريطانيا شن غارات جوية على معاقلها؛ ردًا على "تهديداتهم" لحركة التجارة في البحر الأحمر.


ومرارًا، أكدت جماعة الحوثي في اليمن أنها تستهدف المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر؛ ردًا على الحرب الغاشمة التي يشنها جيش الاحتلال في غزة، مُخلفة أكثر من 21 ألف شهيد من المدنيين العزل، 40 بالمائة من بينهم أطفال.

وحذّر وزير الدفاع البريطاني، جرانت شايس، في مقابلة مع صحيفة "تليجراف"، البريطانية، اليوم الإثنين، من أن بلاده لن تتردد في اتخاذ "إجراء مباشر" بشأن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر.

قال شايس: "نحن على استعداد لاتخاذ إجراءات مباشرة، ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لردع التهديدات التي تتعرض لها حرية الملاحة في البحر الأحمر".

وأكد المسؤول الأمني الرفيع التزام المملكة المتحدة ضمن تحالف "حارس الازدهار" بمحاسبة الجهات الفاعلة "الخبيثة" عن عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية.

ويأتي ذلك في أعقاب ضربات أمريكية دمرت ثلاثة زوارق للحوثيين، أمس الأحد؛ مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 حوثيين أثناء محاولتهم الصعود على متن سفينة الحاويات ميرسك هانجتشو في البحر الأحمر.

وفي مواجهة ما اعتبرته "تحديًا دوليًا"؛ أطلقت الولايات المتحدة عملية "حارس الازدهار"، بوصفها "مبادرة أمنية" قوامها العمل الجماعي؛ لضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن الإقليمي في المنطقة، تضم بقيادتها دول المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

وتدرس بريطانيا نقل الفرقاطة "إتش إم إس لانكستر"، وهي فرقاطة من النوع 23 تعمل في منطقة الخليج، إلى البحر الأحمر؛ لدعم "إتش إم إس دايموند" المتواجدة بالفعل هناك، ضمن أحد خيارات الردع، بحسب ما أفادت "تليجراف".

والمُدمرة "إتش إم إس دايموند"، من النوع 45، قد أسقطت طائرة هجومية بدون طيار تابعة للحوثيين؛ دفاعًا عن النفس في البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر. بحسب "شايس".

وكشفت الصحيفة البريطانية عن بيان مشترك "غير مسبوق"، تعد له المملكة المتحدة والولايات المتحدة معًا، إذ تعكفان للعمل على بيانٍ مشتركٍ يحمل رسالة مضمونها "تحذير أخير" للحوثيين لوقف هجماتهم، ومن المرجح أن يصدر اليوم الأثنين.

ووفق مصادر لـ"تليجراف" فإن التحذير الأمريكي البريطاني لن يحدد عملًا عسكريًا معينًا في حال لم يستجب الحوثيون، لكنها اعتبرته بمثابة "تحذير شفهي نهائي" لهم.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى مناقشات جارية بشأن انضمام دول أخرى إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في تحذيرهما الأخير للحوثيين، لكنها لم تذكر أسماء دول بعينها واكتفت بالكشف عن أنهما دولتان أخريان على الأقل.

وأشار مسؤول الدفاع الرفيع في بريطانيا، إلى جهود دبلوماسية بادرت بها المملكة المتحدة لتجنب التصعيد، حيث ينظر إلى أي رد أمريكي أو ضمن نطاق تحالف "حارس الازدهار" على أنه تصعيد كبير سيخلف آثارًا يرغب الجميع بتجنبها في البحر الأحمر.

قال شايس "لقد بُذلت جهود دبلوماسية للتوصل إلى حل، ولكن بنجاح محدود".

وفي أعقاب الضربات الأمريكية، الأحد الماضي، حذر وزير الخارجية البريطاني نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أن طهران تتقاسم المسؤولية عن منع الهجمات في البحر الأحمر، وأوضح أن ذلك "لدعمها الطويل للحوثيين" بحد زعمه.

وبالمقابل انتقد وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة وعددًا من الدول الغربية؛ بسبب معاييرها "المزدوجة" تجاه غزة وأوكرانيا، وقال إنه لا يمكن السماح للنظام الإسرائيلي ارتكاب إبادة جماعية في غزة وإشعال المنطقة، مع اعتبار إيقاف سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر تهديدًا لأمن الممر المائي الاقتصادي في البحر الأحمر.

وفي مواجهة تهديدات "حارس الازدهار" حذّر زعيم جماعة الحوثي اليمنية، عبد الملك الحوثي، قبل نحو أسبوعين، من أن جماعته "لن تقف مكتوفة الأيدي" وستبدأ بإطلاق الصواريخ على السفن الحربية الأمريكية، إذا تدخلت واشنطن بشكل أكبر في شؤونها أو استهدفت اليمن، مؤكدًا أن الوساطات لن تجدي لتهدئة الوضع حينها.