مقال بقلم د/ياسر حسان: الديمقراطية هي لقاح كورونا

الديمقراطية ضرورة من ضرورات العلم
الديمقراطية ضرورة من ضرورات العلم

 
 

سوف يتساءل البعض "ما دخل الديمقراطية في الطب؟ وهو لازم نحشر الديمقراطية والحريات في أي شئ حتى في العلم؟" 


الإجابة البسيطة نعم.. الديمقراطية هي لقاح كورورنا، بل وكل فيروس، نعم.. الديمقراطية ضرورة من ضرورات العلم. 

الآن وبعد أن هدأت حرب اللقاحات وسباق التصريحات، فرضت اللقاحات الأمريكية نفسها علي العالم وأصبح الحديث كله حول لقاحي فايزر ومودرنا، وقد يأتي قريباً لقاح أكسفورد واسترازينيكا البريطاني.

أما لماذا فرضت لقاحات الغرب نفسها؟ فالسبب أن الإنسان العادي على هذا الكوكب يثق في شفافية أبحاثهم، ويثق في الرقابة الحقيقية على نتائج هذة الأبحاث، ويثق أكثر في أن هناك مؤسسات للدولة وإعلام حر قادر على كشف أي تلاعب إن كان موجوداً، أما في الأنظمة الشمولية -كالصين التي سارعت هي نفسها في التعاقد على لقاحات الغرب- فلا شئ معلن، ولم تعتمده أي هيئة دوائية دولية بسبب عدم شفافية التجارب السريرية عليه. 

أما الكوميديا الحقيقة في مهزلة لقاحات كورونا فكانت من شيخ مشايخ الأنظمة الشمولية السيد بوتين الذي أقر لقاحًا وفرض تطعيمه على الشعب بعد تجارب سريرية في المرحلة الثانية لم تتعدَّ عشرات الأفراد. 

الحرية ضرورة لأي تقدم علمي لأنها تعنى الشفافية والرقابة وحق النقد، أما الأنظمة الشمولية فأسمي نهجها هو التجسس العلمي والنهب الاقتصادي "التقليد والتكرار والاستبدال".

تسرق الصين الملكية الفكرية للشركات الغربية، وتكرر التكنولوجيا ثم تحل محل الشركات الأمريكية والأوروبية في السوق العالمية.  وول ستريت جورنال نشرت مقالًا لـ "جون راتكليف" -مدير هيئة الاستخبارات الأمريكية- يضرب أمثلة لهذه السرقات منها ما قامت به شركة Sinovel  الصينية حين وجدت هيئة محلفين فيدرالية أن تلك الشركة المصنعة لتوربينات الرياح قد قامت بسرقة أسرار تجارية من شركة American Superconductor وفرضت أمريكا عقوبات على الشركة، لكن الضرر كان قد وقع وأدت السرقة إلى خسارة الشركة الأمريكية لأكثر من مليار دولار من قيمة المساهمين وإلغاء 700 وظيفة.

وما تزال شركة Sinovel  تبيع حتى اليوم توربينات الرياح في جميع أنحاء العالم كما لو أنها من ابتكارها وليست اختراعاً مسروقاً. 

وهذا العام قبضت المباحث الفيدرالية الأمريكية على رئيس قسم الكيمياء بجامعة هارفارد بتهمة التجسس العلمي لصالح الصين، واعترف أن الصين كانت تدفع له 50 ألف دولار شهريًا كجزء من خطة لجذب علماء كبار آخرين. 

تلك هي الحقيقة.. التقدم العلمي لا يأتي إلا من واحة الحرية وسواء قبل البعض ما أقوله أو رفضه، فعلى الأقل هذا هو واقع الحال في الأغلبية الكاسحة من الاكتشافات العلمية في عصرنا الحالي.