هل يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على ذكريات الأطفال؟

هل يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على ذكريات الأطفال؟
هل يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على ذكريات الأطفال؟

هل الطريقة التي نتذكّر بها في عصر التكنولوجيا تتغيّر؟ ما أهمية الذاكرة الملموسة مقابل الذكريات الرقميّة؟ وهل يؤثر هذا في الأطفال أكثر من الكبار؟ عدة أسئلة طُرحت من قبل مجلة "ديجيتال جورنال" على مجموعة من الباحثين في جامعة أوكسفورد.


وبحسب الأبحاث التي نشرتها المجلة، أمس الاحد، فالأطفال هم الأكثر استخداماً للتكنولوجيا في وقتنا الحالي، وينشؤون في عصر يُعتبر فيه النظر إلى الشاشة نشاطاً عادياً ومنتظماً.

وهذا بحد ذاته يثير العديد من المخاوف؛ حيث كشفت دراسة سابقة أجرتها الكلية الملكية لطب الأطفال كيف يمكن لوقت الشاشة أن يؤثر سلباً في نوم الأطفال، ويرتبط بنظام غذائي أقل صحية ونمط حياة مضطرب.

أمّا فيما يتعلّق بتأثير التكنولوجيا في الذاكرة فقد وجد الباحثون أن الثورة الرقمية تغيّر الطريقة التي نتذكّر بها.

ويشير البحث أيضاً إلى أن تسجيل مواقف الحياة اليومية بكاميرات الجوال أصبح أكثر أهمية من الاستمتاع بالحدث نفسه، ومع ذلك تظلّ حواسنا الخمس هي المحفّزات الرئيسية للذكريات العاطفية.

ومع تزايد تبنّي المجتمعات للرقمنة والطريقة التي يتذكّر بها الناس، فقد أدّى ذلك إلى اعتبار مهم؛ هل ما تزال هناك قيمة للحفاظ على الذكريات الملموسة؟

يُظهر البحث أن الذكريات الملموسة توفّر صلة قوية بماضينا، ما يسمح للناس بالوصول إلى جميع حواسنا الخمس وإطلاق ذكريات نابضة بالحياة.

علاوة على ذلك وجد الباحثون أن الذكريات الملموسة لها فائدة على العلاقات بين الأجيال.

ونحن الآن نشهد الكثير من التغييرات خاصةً مع الجيل الأصغر، ويبدو أن التكنولوجيا قد أعادت هندسة الذاكرة؛ حيث فتحت التكنولوجيا الرقمية المزيد من السبل للناس لتخزين الذكريات والوصول إليها بشكل فوري.

لقد أصبح تسجيل الأحداث أكثر إلحاحاً من مشاهدة ذلك الذي يتم تسجيله، وخلقت تقنية الهواتف الذكية إلزاماً بتسجيل وتصفية جميع جوانب حياتنا اليومية، ويتم حالياً مسح الحاضر بواسطة التكنولوجيا الرقمية كطريقة افتراضية لرؤية العالم، بمعنى أن المناطق غير المسجّلة في حياتنا تتقلّص بسرعة.