الجارديان: أوروبا مصممة على إنقاذ الإتفاق النووي مع إيران

الجارديان: أوروبا مصممة على إنقاذ الإتفاق النووي مع إيران
الجارديان: أوروبا مصممة على إنقاذ الإتفاق النووي مع إيران

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن القادة الأوروبيين مصممون على المضي في جهودهم لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، ولو وضعهم ذلك في صدام مع الولايات المتحدة الأمريكية.


وبحسب مقال تحليلي للكاتب باتريك وينتور، فإن الصدام يمثل اختباراً كبيراً لاستمرارية التحالف الهش بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين، حيث فشلت محاولات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في منع ترامب من الانسحاب من صفقة النووي.

الأمر الآن يتعلق أيضاً بمدى استمرار التحالف الثلاثي الأوروبي صامداً بوجه ضغوطات ترامب، خاصة أن هناك تباينات ظهرت قبل قرار ترامب الثلاثاء حول كيفية التعاطي مع الانسحاب الأمريكي، تصاحبها ضغوط إسرائيلية سعودية.

لقد رفض ترامب تقديم أي تنازلات بشأن قرار الانسحاب من صفقة النووي مع إيران، واعتبر أن حلفاءه في أوروبا خُدعوا، بل إن الأسوأ من ذلك من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي هو أن ترامب هدد بفرض عقوبات على أعلى مستوى بحق أي دولة قد تساعد إيران.

وتقول الصحيفة إنه من هنا فمساحة أوروبا للمناورة بمواجهة خطاب متشدد كهذا الذي يصدر من ترامب، تبدو محدودة.

وبحسب توني بلينكن، نائب وزير الخارجية في إدارة باراك أوباما السابقة، وأحد أعضاء وفد التفاوض، فإن "قدرة أوروبا على الحفاظ على الاتفاق النووي ستعتمد إلى حد كبير على قدرة إيران على جني المزيد من الفوائد الاقتصادية دون الولايات المتحدة، وهذا أمر سيمكن الحكم عليه بمرور الوقت، وهو أيضاً يعتمد على مدى تفاعل الشركات مع البيئة الجديدة، خاصة إذا ما حاولت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الشركات التي تتاجر مع إيران".

قدرة خطط أوروبا للإبقاء على صفقة النووي مع إيران، تعتمد على مدى نجاعة إجراءات وزارة الخزانة الأمريكية لضمان أن أي عقوبات اقتصادية تفرضها الآن على الشركات الأمريكية التي تستمر في التجارة مع البنك المركزي الإيراني ستوثر على الشركات الأوروبية.

العقوبة الأولى التي أقرها ترامب تتعلق بتعاقدات الشركات لشراء النفط الإيراني من خلال البنك المركزي الإيراني، وهو أمر سوف يستغرق 180 يوماً، وأيضاً أشار ترامب إلى أنه سيوسع نطاق العقوبات دون وضع سقف زمني لذلك.

لقد فشلت الجهود السابقة خلال عامي 2016-2017 لتفكيك الشركات الأوروبية المتعاملة مع إيران وحمايتها من التهديدات الأمريكية؛ ممَّا دفع طهران إلى الشكوى من أن الاستثمارات الغربية عقب توقيع الاتفاق النووي لم تكن كبيرة.

السؤال الآن، هل بإمكان أوروبا إيجاد وسيلة لحماية شركاتها التي تتعامل مع إيران من العقوبات الأمريكية؟

يقول بلينكن: إن "الاتحاد الأوروبي دخل في الماضي مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عندما فرضت واشنطن عقوبات على ليبيا وإيران وذلك عام 1996، وقتها قام الاتحاد الأوروبي بتمرير قانون يمنع فرض عقوبات أمريكية على الشركات الأوروبية التي لديها تجارة مع إيران أو ليبيا، أدى ذلك وقتها إلى تراجع أمريكا".

لكن يبدو أن ترامب مختلف هذه المرة؛ فهو مُصِرٌ على معاقبة الشركات الأوروبية التي لها علاقات تجارية مع إيران، وتوحي نبرة خطابه الذي ألقاه في البيت الأبيض الثلاثاء، بأنه لن يتسامح مع أي تهديد لسلطته السياسية في تسوية علاقاته مع الغرب أو مع إيران، حسب تقديرها.