تركيا وسيد البيت الأبيض الجديد

ترى المعارضة التركية أن موقف أردوغان هو الأكثر سوءا من ناحية ما يحدث من تغيرات في البيت الأبيض، فالتعديات التركية في بحر إيجة والتدخلات السافرة في ليبيا أفقدت أنقرة مصداقيتها لدى المجتمع الدولي، وقد تفقدها أي دعم أميركي مستقبلا، وهو ما جعل الرئيس التركي يخرج بتصريح ناعم صباح الخميس الماضي يدعو فيه جميع دول العالم للمصالحة.


وحول تداعيات وصول بايدن للبيت الأبيض على تركيا، قال أستاذ السياسات الدولية سعيد عبيدة في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أردوغان يشعر بالقلق نتيجة ما يحدث من تغيرات في وجوه أصحاب البيت الأبيض، وما يحدث من تنسيق عال بين مصر وفرنسا في شرق المتوسط.

وتابع عبيدة قائلا: "بات أردوغان اليوم أمام معضلة غير قادر على استيعابها، وهي كيفية التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة التي توعدته بإسقاطه من الداخل كما صرّح بايدن، وعزم بومبيو تجاهل مقابلته في زيارته".

من جانبه يرى الباحث السياسي محمد غزوان أن أردوغان كالمحاصر بين شقي الرحى، سواء على الصعيد الإقليمي في ظل تصدي مصر وفرنسا له بشرق المتوسط وفي ليبيا، أو على المستوى الدولي بعد أن أتفق قادة البيت الأبيض القدامى أو الجدد على أن تركيا صارت عبئا على المنظومة الأطلسية، ومصدرا للأزمات في الشرق الأوسط.

وأشار غزوان في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن أردوغان "يعاني من أزمات داخلية بالجملة، وقد طفت تلك الأزمات على السطح عبر الصدام بين وزر الداخلية سليمان صويلو وصهره بيرات البيرق، ثم بين الرئيس نفسه وصهره، والتي انتهت بإقالة البيرق وخروجه من الحكومة التركية".

واختتم الباحث السياسي حديثه بالقول إن "كل تلك الأزمات التي هي بالأساس اقتصادية دفعت أردوغان ليتحرك كالثور الهائج تجاه مناطق النفط والغاز في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، وقبل كل ذلك تجاه صناديق قطر السيادية، وهي الأموال التي صارت الداعم الأول لكل احتياجات حزب العدالة والتنمية في الداخل، وتحركات أردوغان العسكرية في الخارج".