"الصندوق الأسود" يثير خفايا "أرامكو" وحقيقة احتياط النفط السعودي

سلّط فيلم وثائقي الضوء على طرح شركة أرامكو في سوق الاكتتاب العام، وحقيقة أرقام الاحتياطات النفطية السعودية، فضلاً عن أسباب السحب السريع لفكرة طرح الشركة على أسواق الأسهم.
واستعرض الفيلم الذي بثّته قناة "الجزيرة"، مساء الأحد، ضمن برنامج الصندوق الأسود، تفاصيل مهمّة عن الشركة التي تراجعت المملكة عن طرحها للاكتتاب العام ضمن خطة لتنويع مصادر الدخل السعودية؛ في إطار رؤية 2030.
وأثار قرار الرياض طرح الشركة للاكتتاب ضجة كبرى، لكنها تراجعت عن الخطوة لاحقاً؛ ما أثار تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع.
وطرح الفيلم العديد من التساؤلات وتوقّعات الخبراء والمحللين لما حدث في مجالات أهمها الاقتصاد والسياسة.
وأشار الفيلم إلى حجم الاحتياطي الذي تملكه السعودية، والمقدَّر بنحو 16% من احتياطي النفط في العالم، وأنها تُعتبر المصدر الأكبر للنفط في دول أوبك، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير عليه، حيث وصلت الصادرات إلى 90% من الإنتاج، وتعتمد الموازنة العامة للبلاد عليه، حيث وصلت عوائد الموازنة منه إلى 87%، وقرابة نصف إجمالي الناتج المحلي يعتمد أيضاً عليه.
خبير سياسات الطاقة، جيم كرين، يرى أن الأرقام التي أعلنتها السعودية عن احتياطياتها محيّرة للغاية، متسائلاً عن كيفية بقاء الأرقام ثابتة لسنوات رغم استمرار إنتاج النفط.
في حين قالت المؤرّخة والباحثة في مجال الطاقة العالمية والتدخل الغربي في الشرق الأوسط، إلين والد، إن عدم إفصاح السعودية عن الحجم الحقيقي لاحتياطياتها يُثير القلق، خاصة للمسؤولين التنفيذيين في أرامكو؛ لأن من واجبهم تحقيق المصلحة القصوى من الاحتياطيات بأفضل السبل الممكنة.
وألّفت والد كتاباً عن صناعة الطاقة في المملكة العربية السعودية؛ يشرح كيفية سوء التفاهم المشترك ما بين المملكة وشركة أرامكو التي لها علاقة مع اتخاذ القرارات المالية والدبلوماسية الأمريكية.
وعن رؤية الأمير محمد بن سلمان للعام 2030، التي يعدّ طرح شركة أرامكو للاكتتاب من أهم أركانها، يرى كرين أن الرؤية لم تقدّم شيئاً جديداً؛ لأنها قديمة منذ أيام الملك فيصل، ومع وصول كل ملك للسعودية يُعلن عن خطوات إصلاحية ويروّجها، وما قام به محمد بن سلمان هو تجميع كل الرؤى السابقة والإعلان عنها دفعة واحدة، داعياً للانتظار لمعرفة ما إذا كان سينجح أم لا.
وحول حقيقة الرؤية تقول والد، إن هذه ليست المرة الأولى التي تسمع فيها عن إصلاحات في السعودية، فقد أجرى الملك فيصل إصلاحات، وكان يحمل أرقام الموازنة في جيبه، ويستجوب الوزراء في أي مكان يقابلهم، لكنه لم يحقّق شيئاً مما أعلنه، و"على حدّ علمي لم ترَ مشاريع الأسرة المالكة المعلن عنها طريقها إلى النور".
ونقل الفيلم عن خبير اقتصادي يُدعى فريمان، عن أن السعودية لديها مشكلة في تحصيل الضرائب، وهذا ما أبلغ به الملك السابق، عبد الله، عندما كان ولياً للعهد، وقارن كيف أن بإمكان الحكومة الأمريكية الحصول على عائدات من التجّار لقاء تقديم الخدمات، على عكس ما يحدث في السعودية؛ حيث يسمح النظام فيها للتجار بالحصول على أرباح ضخمة على حساب الدولة، وهذا ما يستدعي تغيير طريقة التفكير.