ما العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وحجم دماغ الشباب؟

ما العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وحجم دماغ الشباب؟
ما العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وحجم دماغ الشباب؟

كشفت دراسة ألمانية حديثة أن ارتفاع ضغط الدم فوق المعدل الطبيعي قد يكون مرتبطاً بانكماش حجم الدماغ لدى الشباب في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم.


الدراسة أجراها باحثون بمعهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والدماغية في ألمانيا، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Neurology) العلمية اليوم السبت.
 
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 423 شخصاً متوسط أعمارهم 28 عاماً، عبر إجراء مسح للدماغ بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى قراءة ضغط الدم.

وكانت معدلات ضغط الدم لدى 41% من المشاركين طبيعية تبلغ 120/80 ميلليمتراً زئبقياً (وحدة قياس ضغط الدم)، في حين كان لدى 11% من المشاركين ضغط دم مرتفع أعلى من 140/90 ميلليمتراً زئبقياً.

ولفهم ما يحدث في الدماغ، راقب الفريق حجم المادة البيضاء في الدماغ، وهي مهمة لأنها تربط مناطق مختلفة فيه، وتعد بمنزلة البنية التحتية له.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم فوق المعدل الطبيعي لديهم حجم أقل من المادة الرمادية في مناطق الدماغ، بما في ذلك الفصوص الأمامية والجدارية، بالإضافة إلى الحصين، واللوزة المخية والمهاد.

وقال الدكتور أرنو فيلينجر، قائد فريق البحث: "في السابق كان الاعتقاد هو أن تلف وانكماش حجم الدماغ المرتبط بارتفاع ضغط الدم يأتي بعد سنوات من مرض الضغط، لكن دراستنا تشير إلى أن التغيرات الطفيفة بالمادة الرمادية في الدماغ يمكن رصدها عند الشباب الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بعد بارتفاع ضغطهم".

وأضاف فيلينجر: "يجب إجراء المزيد من الأبحاث للتحقق فيما إذا كان هذا قد يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية والخرف وأمراض الدماغ الوعائية الأخرى في وقت لاحق من الحياة".

وأشار إلى أن "هذا البحث يكشف أن علاج ارتفاع ضغط الدم أو الحفاظ على انخفاض الضغط في مرحلة الشباب قد يكون ضرورياً لمنع التغيرات الدماغية الصامتة في الدماغ، والتي قد ينجم عنها آثار مدمرة مثل السكتة الدماغية والخرف".

وعادة ما يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تشوّهات في المادة البيضاء المحيطة بالبطين في الدماغ، وهذه التشوهات تؤدي إلى زيادة معدلات الضعف الإدراكي بستة أضعاف، ما يزيد من خطر الإصابة بالخرف.

ويقود ضغط الدم المرتفع إلى مضاعفات صحية خطيرة أبرزها الأزمات القلبية والذبحة الصدرية والسكتات الدماغية، والإصابة بقصور في عمل الكلى، بالإضافة إلى تسمم الحمل، والإصابة بالعمى نتيجة تلف أنسجة العين.