الجارديان: بن سلمان لن يجلب الاستقرار للمنطقة ويجب البحث عن ولي عهد جديد

الجارديان: بن سلمان لن يجلب الاستقرار للمنطقة ويجب البحث عن ولي عهد جديد
الجارديان: بن سلمان لن يجلب الاستقرار للمنطقة ويجب البحث عن ولي عهد جديد

دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية، السعودية للبحث عن ولي عهد جديد خلفاً لمحمد بن سلمان، في حال ثبت تورطه بقضية اختفاء ومقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.


وكان الكاتب السعودي خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول بالثاني من أكتوبر ولم يخرج منها، حيث تشير المصادر الأمنية التركية إلى أنه قتل وقطّعت جثته على يد فريق أمني متخصص جاء من السعودية في اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي داخل القنصلية.

وتستعد الرياض من جهتها لتعلن مقتل خاشقجي داخل القنصلية عن طريق الخطأ أثناء عملية استجواب، وفق ما أفاد موقع "سي إن إن" سابقاً.

وقالت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها، إنه بحال ثبت أن بن سلمان كان مسؤولاً عن ما حدث لخاشقجي، فإنه بذلك سيكون مثل القذافي وصدام حسين وغيرهم من الطغاة الذين استخدموا سفارات بلدانهم لتصفية معارضين، مؤكدة أن السعودية تمر بأسوأ أزمة دبلوماسية مع الغرب منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وذلك إثر هذه القضية.

وتضيف الصحيفة أنه منذ أن صعد نجم بن سلمان بعد أن أصبح والده ملكاً بالعام 2015، ثم تعيينه ولياً للعهد في ظل سعيه المتواصل للاستحواذ على العرش، وهو يحاول أن يقدم نفسه بوصفه مصلحاً يعمل على تحديث المملكة، غير أنه اعتقل المئات من النشطاء ورجال الأعمال والكتاب والنقاد، وآخرهم خبير اقتصادي سعودي استخف بقرار بيع أسهم شركة "أرامكو" السعودية المملوكة للدولة، والتي كانت تعتبر ركيزة أساسية بالرؤية الاستراتيجية التي وضعها الأمير الصاعد.

وتضيف "الغارديان": إن "ولي العهد السعودي أقدم على فرض حصار على قطر، كما يعتبر المهندس للحرب التي شنتها السعودية على اليمن المجاور، والتي أدت لمقتل الآلاف من المدنيين وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية أدت إلى تجويع جزء كبير من الشعب اليمني، وفي كل خطواته شجعه صديقه، دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة، الذي اختار السعودية كأول دولة يزورها بعد توليه منصب الرئاسة".

وهاجمت الصحيفة ترامب الذي قالت إنه يروج "للفكرة السخيفة" التي تقول إن فريق التحقيق الذي قتل خاشقجي والمؤلف من 15، رجلاً بينهم طبيب شرعي، هم من قاموا بعملية القتل، واصفاً إياهم بـ"القتلة المارقين".

وتؤكد الصحيفة أن الحكومات الغربية تجاهلت، حتى قبل اختفاء خاشقجي، انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان، غير أن قضية الإعلامي السعودي فتحت هذا الملف بقوة ووجهت الأنظار لحملات القمع المتزايدة بالمملكة ونكبة اليمن.

وتقول الصحيفة إن السعودية اليوم تجد نفسها محاصرة، ليس على المستوى الدبلوماسي وحسب وإنما حتى على الصعيد الاقتصادي؛ فلقد أعلنت العديد من الشركات والمديرين التنفيذيين انسحابهم من مؤتمر "دافوس في الصحراء" الذي من المقرر أن يعقد بالعاصمة الرياض نهاية أكتوبر، في وقت يقول فيه كبار المشرعين بالولايات المتحدة وبريطانيا إن الوقت حان لفرض عقوبات على السعودية.

وأوضحت "الغارديان" أن العاهل السعودي وبعد أن أصبحاً ملكاً على العرش سرت شائعات بأنه مصاب بـ"الخرف"، وهو على ما يبدو ما سهّل لابنه وولي عهده تولي القيادة، ولكن اليوم بات واجباً على السعودية أن تفكر بمدى ملاءمة ابنه لمنصب ولاية العهد، فهو رسمياً يعتبر الوريث الشرعي لوالده، ويبلغ من العمر 33 عاماً، بمعنى أنه سيحكم لفترة أطول وفي حال حصل ذلك فإنه بالتأكيد لن يجلب الاستقرار للسعودية والمنطقة.

وتختم الغارديان مقالها بالقول: "للملك أبناء موهوبون آخرون، وهناك أيضاً العديد من الأسماء داخل العائلة المالكة، ومن ثم فإن على بيت آل سعود أن يجدوا بديلاً عن محمد بن سلمان".