"الهولوكوست" تفتح النار بين عباس و"إسرائيل"

أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن محرقة الهولوكوست غضب الجانب الإسرائيلي، حيث رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تصريحاته، واتهمه بـ"معاداة السامية" وإنكار وقوع المحرقة اليهودية.
وقدمت "إسرائيل"، أمس الأربعاء، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تصريحات عباس.
وكان عباس قال في اجتماع بالضفة الغربية المحتلة، الاثنين الماضي، إن قتل النازيين الجماعي لليهود الأوروبيين كان نتيجة أنشطتهم المالية، ولم يكن بسبب دينهم (معاداة السامية)، ووصف "وظيفتهم الاجتماعية" بأنها كانت "في أعمال الربا والصرافة وما شابهها".
و"الهولوكوست" هو مصطلح استُخدم لوصف حملات مزعومة من قِبل حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العِرقية ليهود في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، بحسب ما تقوله "إسرائيل"، التي حصلت لاحقاً على تعويضات ضخمة من دول أوروبية على خلفية ذلك.
ويطلق على "معاداة اليهودية" كمجموعة عرقية ودينية وإثنية مسمى معاداة السامية أو معاداة اليهود.
ودعا رئيس وزراء الاحتلال، في بيان، المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفه بـ"العداء للسامية الخطير من جانب عباس"، وقال إن معاداة السامية كان يجب أن تختفي منذ وقت طويل.
وطالب مندوبُ "إسرائيل" الدائم بالأمم المتحدة داني دانون، أمس، بـ"إدانة التعليقات المعادية للسامية من قِبل الرئيس الفلسطيني، وألا يقف مكتوف الأيدي إزاء إنكار حق إسرائيل في الوجود".
واعتبر دانون، في بيان، "مثل هذا الخطاب البغيض ضد شعب خضع لآلاف السنين من الاضطهاد الذي لا يطاق، غير مقبول على الإطلاق"، وطالب عباس بالاعتذار.
ووصف السفير الإسرائيلي خطاب عباس بأنه "محاولة خطيرة لإعادة كتابة التاريخ".
- ألمانيا تعارض عباس
كما رفض وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، تصريحات عباس، وكتب على صفحته بموقع "تويتر": "نحن نعارض ذلك (...)، ونقف ضد أي (رؤية) نسبية للهولوكوست" وفق صحيفة "دير شبيغل" الألمانية (خاصة).
وأضاف: "ألمانيا تتحمل مسؤولية أكثر الجرائم قسوة في تاريخ البشرية"، وتابع: "ذكرى الهولوكوست تمثل لنا تفويضاً بضرورة مواجهة معاداة السامية بشكل صارم على مستوى العالم".
واعتبرت الأمم المتحدة، في تصريحات لنائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن خطاب عباس "مزعج وغير مقبول ولا يخدم مصالح الفلسطينيين".
وأضاف "حق"، أمس، أن المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، شدد على أن "الرئيس الفلسطيني استخدم كلمته لتكرار بعض من أشد المعتقدات المعادية للسامية".
- تبرير فلسطيني
من جهته، نفى صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنكار عباس المذابح التي تعرض لها اليهود، ومن ضمنها الهولوكوست (المحرقة).
وأبدى عريقات، في بيان، استغرابه من الحملة الإسرائيلية ضد عباس، واتهامه بالإرهاب ومعاداة السامية، ولفت إلى أنه جرى تحريف أقوال عباس.