"الجارديان": خطّة موسّعة لحل الأزمة الخليجية أولها رفع الحظر الجوي

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن وجود مساعٍ من عدة جهات للتوصّل إلى صفقة واسعة لحل الأزمة الخليجية، على أن تشهد الخطوة الأولى تخفيف قيود السفر لمواطني دول الأزمة في طريق إتمام الصفقة المقبلة، حيث سيكون بإمكان الطيران القطري استخدام أجواء دول الحصار والهبوط في أراضيها.
وبحسب الصحيفة، فإن الحصار المفروض على قطر من قبل دول خليجية سيكون على رأس المواضيع التي ستتم مناقشتها بين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عندما يلتقيان في لندن، غداً الأربعاء.
وتشير الصحيفة إلى أن بريطانيا حثّت السعودية على رفع الحصار عن قطر، الذي أدّى إلى الإضرار بالاقتصاد في جميع دول الخليج، دون أن يؤدّي إلى تغيير حقيقي.
وتابعت: "في ما يمكن اعتباره بادرة حسن نية؛ تدرس دول الأزمة الخليجية السماح لمواطنيها بالتنقّل بحريّة، وذلك بعد تسعة أشهر من الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر".
ومعنى ذلك، وفقاً للغارديان، أن تنهي دول الحصار الحظر الجوي المفروض على الطيران القطري، والسماح له بالهبوط على أراضيها واستخدام مجالها الجوي، وهو الحظر الذي أدّى إلى تضرّر أكثر من 10 آلاف مواطن خليجي؛ بسبب ما فرضته دول الحصار من قيود وإجراءات على المنافذ البرية والبحرية والجوية.
واستطردت الصحيفة البريطانية بالقول: "كانت السعودية والإمارات دعتا الغرب إلى مساندتهما في إجراءاتهما ضد قطر، المتهمة من قبل دول الحصار بأنها تدعم الإرهاب، خاصة فيما يتعلّق بحركات الإسلام السياسي، حيث أكّد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن على الغرب أن يساند بلاده للضغط على قطر من أجل تغيير نهجها في تمويل الإرهاب".
وأشارت إلى أن قطر من جهتها نفت هذه الاتهامات، واعتبرت أن الضغط عليها من قبل السعودية والإمارات إنما هو محاولة للحدّ من سيادتها.
وسعت أطراف الأزمة، وفقاً للصحيفة، "إلى التأثير على الغرب من خلال إنفاق المليارات لشراء أسلحة، بالإضافة إلى العلاقات العامة والزيارات الحكومية، وقد ردّت قطر على حصارها من خلال إثبات أنها شريك دبلوماسي وعسكري يمكن الوثوق به".
الغارديان لفتت النظر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في إنهاء الأزمة الخليجية؛ لكونها تعتقد أن هذا الحصار المفروض على قطر سيؤدي لانفتاح الدوحة على إيران، في وقت تسعى واشنطن إلى ضرورة أن يكون مجلس التعاون الخليجي موحّداً لمواجهة النفوذ الإيراني، بالإضافة إلى أن لدى قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
واستطردت تقول: "نجح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في تحييد البيت الأبيض في هذه الأزمة، بعد أن كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب، داعمة لموقف السعودية والإمارات مع بدايات الأزمة".
ولفتت الانتباه إلى أن "اختباراً حقيقياً سيكون أمام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لدفع السعودية لإبداء مرونة إزاء قطر، وذلك عندما يلتقي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في البيت الأبيض عقب زيارة الأخير إلى المملكة المتحدة، يومي الأربعاء والخميس".
و"كانت قطر من جهتها طرحت خطة متماسكة لشرق أوسط متعاون ومستقرّ، بدلاً من المغامرات التي يقودها ولي العهد السعودي"، تقول الغارديان.
وتطرّقت إلى ما قاله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي عُقد مؤخراً، بأنه يجب العمل لوضع خطط لشرق أوسط لا يشمل فقط دول الخليج، بل دولاً في المنطقة أيضاً؛ حيث تهدف هذه الخطة إلى التصدّي للسياسة الأحادية النظرة التي تقودها السعودية.
ونقلت عن الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، قوله: إن "مثل هذه الخطة ستكون أفضل وسيلة لضمان ألا يحدث ما حدث لقطر في أي مكان آخر. هذه الخطة تمثل أساساً للتعايش ومدعومة بآليات تحكيم ملزمة".