الولايات المتحدة تتبنى استراتيجية جديدة بشأن أفغانستان

قررت الولايات المتحدة تغيير استراتيجياتها بشأن الشرق الأوسط حيث تعمل الآن على تدريب قواتها العسكرية على عدم التدخل العسكري المباشر والتركيز على تقديم الدعم للشريك لخوض تلك الحرب بنفسه. لم تكن الولايات المتحدة أبدًا لتدع أطرافاً أخرى تحارب من أجلها، ولكن يبدو أن العالم يتغير كثيرًا. تعلمت الإدارة الأمريكية الدرس بسبب الإحباطات القوية التي عانت منها القوات العسكرية الأمريكية في بلاد الشرق الأوسط -وخاصة العراق وأفغانستان- فقررت التراجع عن تولي القيادة ومنح الفرصة للقوات المحلية لتلك البلاد لتتولى أمورها بنفسها، وذلك عن طريق تدريبهم على أحدث التقنيات وتوفير المعدات اللازمة لهم للقيام بتلك المهمة.


في قاعدة عسكرية داخل الولايات المتحدة يتم تدريب القوات العسكرية المختلفة على التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية التي يجب تطبيقها في الشرق الأوسط، والجدير بالذكر أن تلك القاعدة مصممة لتماثل طبيعة الحرب في أفغانستان.

تحمل تلك القاعدة العسكرية اسم Fort Polk وهي تعتبر واحدة من التجارب العسكرية المبتكرة للرئيس "ترامب" الذي قرر تدريب عدد فرقة من القوات العسكرية الأمريكية على استراتيجية تقديم الدعم للقوات المحلية لبلدان الشرق الأوسط لتولي أمور مكافحة الإرهاب بأنفسهم. ويتم خلال الشهر الحالي تدريب حوالي 1000 جندي قبل إرسالهم إلى أفغانستان خلال الربيع القادم.
وتحتوي تلك القاعدة العسكرية على أجواء مماثلة لتلك التي في أفغانستان، فكأنه موقع لتصوير فيلم أكشن هناك؛ فيظهر في الموقع مسجد ومئذنة وأغنام تهيم في المقر وتظهر صور للرئيس الأفغاني على مكان يشبه المقر الرئيسي للجيش القومي الأفغاني، فالفكرة من وراء كل هذا هي خلق شعور عند الجنود مماثل لما سوف يلقونه هناك مما يجعلهم متأقلمين مع الوضع هناك.

والهدف الرئيسي وراء هذا التدريب الذي يستغرق أربعة عشر يومًا هو تدريب الجنود على معاونة القوات الأفغانية على السيطرة في عدة مواقف منها استعادة مقر للشرطة مثلًا من طالبان، أو إلقاء القبض على أحد رجال طالبان في وسط زحام من الشعب.. وغيرها من المواقف.

و خلال كل خطوات التدريب يحرص الجنود على ترديد عبارة "دع الجيش الوطني الأفغاني يتولى المواجهة" تلك العبارة تدل على الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الولايات المتحدة بشأن واحدة من أهم المشاكل الخارجية التي تواجه الدولة.

وعندما تنتقل تلك الفرقة إلى أفغانستان خلال عدة أشهر سيتم توزيعها على قطاعات الجيش الوطني الأفغاني المنتشرة حول البلد للتعاون مع أفراد الجيش هناك، وسيحصلون على أدوار مختلفة أثناء مواجهة طالبان وهم بذلك سينضمون إلى ما يزيد عن 10 ألاف جندي أمريكي هناك.

وجاءت تلك الخطوة تطبيقا لنتائج دراسة قام بها "جيم ماتيز" وزير الدفاع الأمريكي لتحليل الأسباب وراء فشل أمريكا في دول العراق وأفغانستان وسوريا؛ فالخطة الجديدة تقتضي الانسحاب بشكل جزئي وترك المواجهة للقوات المحلية لتلك البلاد مع تقديم التدريب والدعم العسكري اللازم لتقليل الخسائر الأمريكية.