3 أسئلة هامة قبل بدء المحادثات بشأن الملف النووي لكوريا الشمالية

ازداد التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الماضي بسبب قيام الرئيس الكوري "بيونغ يانغ" بعدة اختبارات لأسلحته النووية. ومع تزايد المخاوف حول تصاعد النزاع النووي يؤكد الخبراء على ضرورة إجراء محادثات مباشرة بين البلدين لتهدئة الوضع.


والعائق الحقيقي أمام تلك المحادثات هو إصرار الولايات المتحدة على أن تذعن كوريا الشمالية إلى شروطها كشرط أساسي للبدء في المحادثات ولكن يبدوا أن الولايات المتحدة تعيد التفكير في موقفها هذا.

حيث صرح وزير الخارجية الأمريكية "ريكس تيليرسن" خلال منتدى يضم مسؤولين من البلدين في واشنطن قائلا "نحن على أتم الاستعداد لبدء المحادثات مع كوريا الشمالية متى أرادت ذلك."

يبدوا هذا التصريح كدعوة من واشنطن لدفع حوار بين البلدين. وقد جاء ذلك بعد زيارة مبعوث الولايات المتحدة بشأن سياسة كوريا الشمالية إلى طوكيو وبانكوك للتحدث بأن كوريا الشمالية.

ولكن قبل كل شيء يجب الإجابة على ثلاثة أسئلة لاستيعاب الوضع الحالي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

أولاً، ما الشروط المبدئية اتي سوف تفرضها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية للبدء في المحادثات؟
صرح العديد من المسؤولين السابقين أن على الولايات المتحدة الجلوس على مائدة المفاوضات مع كوريا الشمالية لتجنب حدوث كارثة حتى ولو كانت تلك المفاوضات غير رسمية ولو بهدف تحريك الوضع قليلاً.

والمشكلة الكبرى أن "بيونغ يانغ" أعلنها صراحة أنه لا يرغب في خوض مفاوضات بشأن التخلي عن برنامج بلاده النووي فالأمر غير مطروح تماما وقد أكد ذلك أحد المسؤولين في وزارة خارجية كوريا في المؤتمر الذي عقد في موسكو أكتوبر الماضي. وجاءت كلماته واضحة تماما "إن الأمربمثابة حياة أو موت لنا."

ومن الناحية الأخرى اعترف "تريلسون" أن إنهاء البرنامج النووي الكوري هو الهدف الأساسي للولايات المتحدة ولكن لتسهيل الأمر وتشجيع كوريا على التفاوض أعلنت أمريكا أنها لن تجعل ذلك شرطا لبدء المحادثات. وشرطها الوحيد هو أن تجمد كوريا الاختبارات التي تجريها على أسلحتها النووية لفترة معينة قبل عودة المحادثات. ولم توضح أمريكا ما ستقدمه لكوريا الشمالية مقابل تجميدها لتلك الاختبارات.

ثانيا، هل إدارة "ترامب" على توافق بشأن كوريا الشمالية؟
دائما ما كان للإدارة الأمريكية موقفا واحدا بشأن القضايا المماثلة ولكن مع "ترامب" الأمر مختلف. فيبدوا ان "ترامب" لا يؤمن بالجهود التي يبذلها وزير الخارجية فقد نشر تغريدة من قبل قال فيها أن "ترلسون" يهدر وقته في المحادثات مع كوريا وقد وصف في تلك التغريدة الرئيس الكوري برجل الصواريخ القصير. يدل ذلك على تناقض الموقف الأمريكي بشأن كوريا.

ثالثا، ما موقف كوريا الشمالية الحالي من اقتراح الولايات المتحدة بشأن معاودة المفاوضات؟
لا يبدوا رد فعل "بيونغ يانغ" واضحا، فعلى الرغم من تصريح المسؤولين الأمريكان الذين أجروا اجتماعات مع مسؤولين كوريين أن كوريا الشمالية على استعداد لبدء المحادثات وحريصة على تجنب الحرب إلا أن "جيفري فيلتمان" أحد المسؤولين السياسيين للأمم المتحدة صرح بعد زيارته لكوريا للقاء وزير الخارجية أن كوريا تترك الباب شبه مفتوح.

وعامة قد يكون التقدم الذي أحرزته كوريا في برنامجها النووي هذا العام دليلا على موقفا المرحب للمحادثات حيث احتفلت يوم 29 نوفمبر بإطلاق أحدث صواريخها واعتبره تليفزيون الدولة انتصارا حقيقيا لذا فمن المحتمل أن يمنح ذلك للرئيس الكوري "بيونغ يانغ" الثقة بأنه يمتلك سلاحا رادعا مما يجعل موقفه قويا أثناء التفاوض. ولكن يعد هذا أيضا دليلا جديدا على عدم استعداد بلاده إلى التنازل عن برنامج التسليح النووي.