تلك الوكالة تختص بإعداد إعلانات للصم

يوجد العديد من الوكالات التي تتخصص في استهداف فئة معينة من الناس عند إعداد الإعلانات فمنهم من يتخصص في استهداف الإناث أو مجموعات عرقية معينة أو صفات ديموغرافية معينة ولكن تلك الوكالة تختلف عن كل هذا فهي تختص بإعداد إعلانات للصم وهم فئة يعانون من التهميش في عالم الإعلان بشكل كبير.


وبرغم عددهم الكبير حوالي 30 مليون شخص في الولايات المتحدة و حوالي 360 مليون شخص حول العالم فالمسؤولين في عالم الإعلانات لا يحاولون استهدافهم على الإطلاق بخلاف وكالة واحدة وهي CSD Creative.

تلك الوكالة تابعة لأحدي المنظمات الغير هادفة للربح وتقع في تكساس بالولايات المتحدة. وقد تم إنشاءها كوكالة مستقلة في 2016. وما يميزها حقا أن جميع العاملين أصماء وعددهم 10 أشخاص يعملون بدوام كامل في الشركة.

تعمل الشركة مع حوالي 300 متعهد متخصصون في الكتابة والتصميم وتطير الشبكي والتصوير والفيديو وغيرها كما توظف أشخاص يتمتعون بحاسة سمع طبيعية ولكن بشرط أن بكون لديهم اهتمام حقيقي بمجتمع الصم كالأشخاص الذين لديهم آباء أصماء مثلا. وأهم شرط للعمل في تلك الوكالة بجانب المؤهلات هو الاحترام الثقافي وإتقان لغة الإشارة. وهدفهم الرئيسي هو المساهمة في تقليل نسبة البطالة بين الصم التي وصلت إلى 70 بالمائة.

وبخلاف تركيزها على خلق فرص عمل للصم فهي تساعد الشركات لإعداد حملاتهم الإعلانية لتشمل أيضا الصم. فغالبا عندما تريد الشركات إعداد حملات إعلانية تستهدف الصم فهي تفضل الحصول على فريق له خبرة واسعة في التعامل مع الصم ويتقن لغة الإشارة.

والتحدي الكبير الذي يواجه تلك الوكالة هو أن أغلب الشركات تلجأ إليها للحصول على معلومات عن هذا المجتمع ثم لا تستخدم تلك المعلومات في حملاتها وتفضل تجاهل الأمر برمته. أو يفضلون عدم توظيف أصماء داخل فريق العمل وبذلك قد يرتكبون أخطاءً فادحة لان لغة الإشارة ليست سهلة ومجتمع الصم هو مجتمع له تقاليده وقواعده.

وقد تعاونت CSD Creative مع العديد من المنظمات غير الهادفة للربح وعملت على العديد من المشاريع مثل أوبر حيث ساهمت الشركة في تحسين خدمة "أوبر" لتحقيق أعلى مستوى من التواصل بين السائقين الصم والراكبين. كما تعمل الشركة حاليا على مشروع مع MaxASL  وهو تطبيق يركز على اكتساب اللغة في عمر صغير فتعمل على إعداد 10 تطبيقات تعلم لغة الإشارة الأمريكية.

قد يكون من الصعب على موظفي الوكالة التعامل مع العملاء الذين لا يعرفون لغة الإشارة ولكن عملت التكنولوجيا الحديثة على تسهيل الأمر. فبالفعل تعقد الشركة العديد من اللقاءات عبر الإنترنت بالصوت والصورة وتستخدم مترجمين كما تستخدم وسائل التواصل الأخرى كالبريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة أو حتى البريد العادي.

وتنوي الشركة التوسع لتشمل الفئات الخاصة الأخرى في المجتمع ليس فقط الصم.