الجارديان: الوضع في سيناء يتطلب إعادة النظر في استراتيجية ردع الإرهاب

خاص سياسي - جهاد السقا
لا تزال محافظة شمال سيناء في مصر في حالة طوارئ منذ أكتوبر 2014 عندما قتل إرهابيون ما يزيد عن 30 جنديًا في عملية واحدة. ومنذ بضعة أيام شهدت المحافظة حادثًا إرهابيا مروعًا أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 235 شخصًا جراء تفجير وهجوم مسلح على مسجد.
بدأت محاولات القضاء على الجماعة الإرهابية التابعة لداعش الموجود في محافظة سيناء منذ أكثر من ثلاث سنوات ويبدو أن تلك المحاولات لم تحقق الأهداف المرجوة حيث استطاعت تلك الجماعة القيام بالعديد من الأعمال الإرهابية في البلاد ومنها إحداث تفجيرات في مناطق متفرقة بمحافظة القاهرة وبعض الكنائس وقتل العشرات من المسيحيين.
كما قامت أيضًا بهجوم إرهابي مروع في سيناء عندما اسقطت طائرة الركاب الروسية التي كانت تحمل الركاب من منتجع بشرم الشيخ في 2015 مما أدي إلى مقتل 224 شخصًا.
ويبدوا أن السبب وراء تفجير المسجد الأخير هو كونه تابًعا للنهج الصوفي المختلف عن النهج الذي تتبعه تلك الجماعات الإرهابية. فداعش تعتبر المنهج الصوفي مخالفًا لشريعتها لذا يجب القضاء عليه.
وتضم تلك الجماعة المسماة داعش في نطاقها العديد من المناطق التي تسميها ولايات ومن ضمنها ولاية سيناء وقد بدأت تلك الجماعة في الظهور في 2014 واستخدمت نفوذها في العراق للتوسع إلى سيناء. وبينما خسرت العديد من تلك المناطق مؤخرًا منها مناطق موجودة في ليبيا والجزائر لا تزال تؤثر في سيناء رغم جهود السلطات المصرية للقضاء عليها.
فقد قامت تلك الجماعة بقتل 23 جنديًا في كمين للشرطة ويرى البعض أن "القاعدة" هي من ارتكبت تلك العملية حيث أن قائدها أيمن الظواهري وسيف العدل مصريين كانو قد تعهدوا بتقوية نفوذ جماعتهم في مصر.
وتستهدف القاعدة شخصيات عسكرية وأفراد الشرطة ومسؤولين الكبار وليس مواطنين عاديين حتى ولو كانو صوفيين لأن ذلك مخالف لعقيدة جماعة "القاعدة" الإرهابية بقيادة الظواهري.
إلا أن السبب الرئيسي للعنف في سيناء مرتبط بما يحدث عامة في الشرق الأوسط. فبسبب الربيع العربي 2011 وسقوط الرئيس السابق حسني مبارك ظهرت العديد من الإضرابات السياسية في المنطقة مما أحدث فراغًا أمنيًا في بعض المناطق في مصر وهروب الآلاف من الإرهابيين من المعتقلات. كما أدى قتل معمر القذافي إلى انتشار الأسلحة في المنطقة بأكملها. هذا بالإضافة إلى النزاعات القبلية بين قبائل البدوا المهمشة في سيناء.
فالوضع أكثر تعقيدًا مما يبدوا لذا لم تنجح الجهود العسكرية في ردع الإرهاب في المنطقة. وعلى مصر أن تعيد النظر في استخراجيتها لردع الإرهاب.