صحيفة لبنانية تكشف كواليس احتجاز الأمراء والحريري بالرياض

صحيفة لبنانية تكشف كواليس احتجاز الأمراء والحريري بالرياض
صحيفة لبنانية تكشف كواليس احتجاز الأمراء والحريري بالرياض

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، نقلاً عن مصادر خاصة لها، إن الأمراء والوزراء الذين شنّت السعودية حملة الاعتقالات بحقهم يوم السبت (4 نوفمبر)، كانوا قد أبلغوا قبل أسبوع بضرورة وجودهم داخل العاصمة السعودية الرياض؛ "لأن الملك وولي العهد يريدان الاجتماع بهم للقاءات عمل".


وعلمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، من مصادر وثيقة الصلة برئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، سعد الحريري، أنه وُضع قيد الإقامة الجبرية بعد ساعات من وصوله إلى الرياض الجمعة الماضي، قبل أن يقوم بزيارة لحلفاء السعودية الجارتين البحرين والإمارات.

وفي تفاصيل اعتقال الأمراء السعوديين أوضحت الصحيفة: "اكتشف الجميع أنها مجرد مواعيد وهمية، وهي أقرب إلى كمين مكّن السلطات من ضمان وجود هؤلاء داخل المملكة .. إذ اتخذت على الفور إجراءات بمنع إقلاع الطائرات الخاصة في كل المطارات، وليتم تعميم لائحة بعشرات الأسماء عند المعابر الحدودية ممن صدر بحقهم قرار منع سفر أو ترقب وصول كما هي حال بعض رجال الأعمال اللبنانيين".

وتابعت الصحيفة: "وفي وقت لاحق، تبين أنه تم نقل جميع المطلوبين إلى المجمع الفندقي الراقي ريتز كارلتون، قبل أن تطوّقه قوة خاصة من الحرس الأميري التابع لولي العهد. ومُنِحت إجازات لعدد كبير من موظفي الفندق، ليتولى رجال الأمن المهمات اللوجستية، وتعلن إدارة الفندق أنه محجوز حتى نهاية الشهر".

والسبت الماضي، شهدت المملكة السعودية حملة توقيفات مفاجئة، طالت 11 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات سابقين ورجال مال وأعمال؛ بتهم فساد، في سابقة لم يشهدها تاريخ البلاد.

ومن بين الموقوفين الأمير الملياردير، الوليد بن طلال، الذي تشاحن مع ترامب علناً، بعد أن وصفه في تغريدة، عام 2015، بأنه "عارٌ، ليس على الحزب الجمهوري وحده؛ بل على أمريكا كلها".

وعلى الرغم من هدف الحملة المعلَن، فإن توقيتها وكونها شملت إعفاء الأمير متعب بن عبد الله من منصبه كوزير للحرس الوطني، جعلا فريقاً من المتابعين للشأن السعودي يستبعد أن يكون سببها محاربة الفساد فقط.

- القبض على الحريري
على صعيد تفاصيل احتجاز الحريري، وفق ما ذكرت الصحيفة، روت المصادر أنه بُعيد وصوله إلى الرياض، طلب منه التوجه إلى مجمع "ريتز كارلتون" الفندقي الذي تحول حالياً إلى معتقل للأمراء ورجال الأعمال السعوديين، لعقد اجتماعات، تمهيداً لانتقاله إلى قصر اليمامة للقاء الملك سلمان.

ولدى وصوله إلى الفندق، كما تزعم الصحيفة، فوجئ بإجراءات أمنية استثنائية، ليدرك، بعد دقائق، أنه بات بحكم الموقوف، وتم نقله إلى إحدى الفيلات التابعة للمجمع، وليس إلى الفندق حيث احتجز نحو 49 أميراً ووزيراً ورجل أعمال سعودياً.

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن "الجهات الأمنية السعودية صادرت الهواتف الموجودة في حوزة الحريري وفريقه الأمني، وتم تخيير أعضاء الفريق الأمني إن كانوا يريدون المغادرة إلى بيروت، وإنه في هذه الحالة لن يكون بمقدور من يغادر المجمع أن يعود إليه مجدداً.

وبناء على طلب الحريري، انتقل أربعة من مرافقيه، بقيادة الضابط محمد دياب، إلى منزله للبقاء مع زوجته وأولاده، فيما بقي مع الحريري، في الفيلا نفسها، رئيس حرسه عبد العرب وأحد مساعديه الشخصيين".

وتابعت: "أُبلغ الجميع بقواعد الإقامة لناحية عدم التحرك داخل الفندق وعدم التواصل مع الأمنيين والموظفين، وتم ربطهم بضابط أمن سعودي في مكتب قريب، حيث يمكنهم التوجه مرات عدة في اليوم لتفقد هواتفهم، على أن ينحصر استعمالها في الرد على الرسائل التي تردهم عبر تطبيقات كـ "واتساب" وخلافه، وسمح لهم بإجراء اتصالات هاتفية على ألا تشمل أي نقاش حول مكان إقامتهم وظروفها، تحت طائلة الحرمان من التواصل مرة جديدة".

وبعد لقاء مع مسؤول أمني سعودي بارز- بحسب الصحيفة- ولقاء آخر مع الوزير ثامر السبهان، سُلّم الحريري بيان الاستقالة الذي جاء مكتوباً من الديوان الملكي، وسمح له بمراجعته مرتين قبل التسجيل، مع التشديد على أنه لا يمكن له الاتصال مع أحد لشرح خلفيات الخطوة.

وأبلغ السبهان الحريري- بحسب الصحيفة- أنه سيتولى شرح الموقف لمن يهمه الأمر في بيروت، وأنه يجب التشديد على مساعدي رئيس الحكومة بأنه ممنوع عليهم القدوم إلى الرياض الآن، وهو ما تولاه الحريري شخصياً في رسائل عدة إلى مدير مكتبه نادر الحريري وبعض المسؤولين في تيار المستقبل.

وكان الحريري قد غادر لبنان، الجمعة الماضي، متوجهاً إلى السعودية، عقب اجتماعه مع مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في العاصمة بيروت.

وفي اليوم التالي (السبت)، أعلن الحريري استقالته من منصبه، عبر خطاب متلفز من السعودية، مرجعاً قراره إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه".

وفي إعلان الاستقالة، اتهم الحريري إيران بـ"زراعة الفتن، والتسبب بالدمار الذي حل بالدول العربية التي تدخلت فيها".

وتسري في لبنان شائعات كثيرة منذ ذلك الحين، لا سيما أن استقالة رئيس الوزراء ترافقت مع حملة توقيفات في السعودية شملت شخصيات سعودية وأمراء من العائلة المالكة.

فيما علّق الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في كلمة متلفزة الأحد، بأنه "ليس هناك سبب داخلي لبناني للاستقالة"، معتبراً إياها "قراراً سعودياً أُملي عليه (الحريري)".

ونفى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، في تصريحات له، مساء الاثنين، ما يتردد عن إجبار الرياض سعد الحريري على الاستقالة، أو أنه رهن الإقامة الجبرية، مشيراً إلى أنها "أكاذيب" يروجها حزب الله وأتباعه.

وجاءت استقالة الحريري التي لم يصادق عليها الرئيس ميشال عون بعد، وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران، وبعد نحو عام على تكليفه رئيساً للحكومة التي شكّلها أواخر العام 2016.