ولي العهد السعودي ينتقد الحالة الدينية في بلاده

تزامناً مع إطلاق مشروع مدينة "نيوم" العصري شمال غربي السعودية، أطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تصريحات انتقد فيها الحالة الدينية التي تعيشها بلاده، معتبراً أنها ستعود للإسلام "الوسطي المعتدل والمنفتح".
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمبادرة مستقبل الاستثمار التي تستضيفها الرياض، وأعلن بن سلمان خلالها عن مشروع "نيوم" الذي سيؤسَّس بمشاركة شركات عالمية، وبتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار.
وخلال الجلسة، أكد بن سلمان أن بلاده "ليست مستعدة لإضاعة 30 عاماً في محاربة الأفكار المتطرفة"، التي ربطها بـ"مشروع الصحوة" الذي ظهر في تسعينيات القرن الماضي.
وقال بن سلمان: "مشروع الصحوة والتطرف انتشر في المنطقة بعد عام 1979 لأسباب كثيرة، فلم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب".
وتابع قائلاً: "70% من الشعب السعودي تحت سن الـ30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم؛ لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونسهم في تنمية وطننا والعالم".
وتوعد بن سلمان بالقضاء على ما سماه "بقايا التطرف" في القريب العاجل، مضيفاً: "اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحدياً، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والحق معنا في كل ما نواجه".
وفي إشارة إلى عدم قدرة المدينة العصرية الجديدة على الإنجاز تحت ظل القوانين السعودية، كشف بن سلمان أنها ستخضع لأنظمة وتشريعات مستقلة عن المملكة عدا المسائل السيادية، "وفق أفضل الممارسات العالمية التي تُصاغ من قِبل المستثمرين ومن أجل المستثمرين".
وتسعى "نيوم" لتصبح مكاناً يجمع أفضل العقول والشركات معاً لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات.
وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى، من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، بحسب بن سلمان، الذي أكد أن "من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأَسره، وعدد الروبوتات فيها أكبر من عدد البشر".
يقع المشروع شمال غربي المملكة؛ ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية؛ حيث سيوفر العديدَ من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26.500كم2، ويتمتع هذا المشروع بعدد من المزايا الفريدة؛ منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية، يمر بالبحر الأحمر نحو 10% من حركة التجارة العالمية.
ومن خلال ربط آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وأمريكا بعضها مع بعض؛ ستتيح هذه الوجهة لـ70% من سكان العالم الوصولَ للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى.