بقلم د. محمد نبيل: أجهضوا جنين الإرهاب

لاشك ان مصر تواجه الان موجة موجهة من الإرهاب الذي لم يحدث من قبل ..ففي التسعينيات عندما حدثت نفس الهجمة كانت مختلفة عما يحدث الان فإرهاب التسعينيات كان قائم علي فكرة مشوهة تستهدف تغيير نظام الحكم تحت دعاوي دينية للتغطية وإستقطاب فئات معينة من المجتمع .اما الآن فاالإرهاب الذي نواجهه هو إرهاب دولي يستهدف القضاء علي الوطن حكاما و محكومين مستعينا بمرتزقة من دول مختلفة اذا ما نظرنا الي مكون دورة الإرهاب في الحالتين نستكشف انها دورة مكتملة من التخطيط و التمويل و التدريب و الدعم المحلي وصولا إلي دولة التنفيذ مع تأمين مسارات الإخلاء ما بعد التنفيذ و بعدها يستغل الحدث إعلامياً.
دورة يتكون فيها جنين الإرهاب المشوه خارج الحدود ليولد علي أرضنا مسخا يقتل الابرياء وينشر الدم أينما ذهب وإذا كانت المواجهات الأمنية احياناً والفكرية علي أستحياء قد افلحت في تقزيم الإرهاب في التسعينيات فانها قد لا تؤتي منفردة نفس النتيجة الان لأنه في المرحلة السابقة كانت دورة الإرهاب في الاغلب تتم داخل مصر مع دعم محدود لدول أقليمية مختلفة مع النظام الحاكم حينها لذا فالمواجهة الأمنية تستطيع بمزيد من الجهد والعمل السيطرة علي دورة الأرهاب أما الأن فتلك الدورة المشئومة بها دول تختص بالتخطيط ودول بالتمويل واخري بالتدريب ليتم بعدها زرع هذا الجنين المشوه داخل الحدود بمساعدة خلايا نوعية للدعم المحلي تؤمن التواصل مع الخارج لتهيئة مسارات الدخول وتأمينها وتقدم كافة أنواع الدعم اللوجيستي حتي موعد التنفيذ وكذا تأمين مسارات الإخلاء ما بعد التنفيذ.
ويؤكد تلك الفرضية تباين وإختلاف جنسيات المقبوض عليهم من جنسيات عربية وأسيوية وأوروبية لاعلم لهم بالطبيعة الجغرافية لدولة التنفيذ ولا كيفية التمويه والإختباء حتي موعد التنفيذ فضلاً عن مسارات الدخول والخروج وبتحليل ماسبق نجد أن الإستراتيجية الأمنية في المواجهة غير كافية إذ انها تتصدي للإرهاب في مرحلة متقدمه من تطور دورته لذا لابد من دعم إستخباراتي مبني علي تنسيق كامل ودعم غير محدود من الدول المعنية فعلا بمواجهة هذه الظاهرة مما يساعد في إجهاض تكوين وإستكمال دورة الإرهاب في مراحلها الأولي خارج الحدود من إحباط مرحلة التخطيط ومتابعة حركة رؤوس الأموال المشبوهة للتمويل وعمليات شراء ونقل الاسلحة والمعدات المريبة.
إننا سنواجه الإرهاب في أبعد نقطة عن القلب ..سنواجهه في عقر داره بل سننقل المعركة إليهم وهذا ما يجب أن يحكم إستراتيجية المواجهة في الفترة القادمة ..رغم كل ما يعنيه هذا من جهد وبدون مزايدة علي الجهود المبذولة الان