كييف تحدد تاريخ انتهاء الحرب.. وتؤكد "لن نتفاوض"

مع تمسك أوكرانيا بعدم التفاوض مع روسيا ما لم تنسحب قواتها من أراضيها، لا يبدو أن الحل قريب لهذا النزاع الذي وصل حتى الآن لشهره التاسع.


فيما أعلن فولوديمير هافريلوف، نائب وزير الدفاع الأوكراني، مساء أمس، أن قوات بلاده قد تصل إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا بحلول عيد الكريسماس (25 ديسمبر) وتنهي الحرب بحلول الربيع.

وقال اللواء المتقاعد إنه من الممكن أن تتدخل القوات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم بحلول نهاية العام.

كما لم يستبعد احتمال وقوع ما يعرف بنظرية "البجعة السوداء" داخل روسيا، أي الأحداث المفاجئة والتي لا يمكن التنبؤ بها في الأشهر المقبلة، في إشارة ربما إلى تطور سياسي غير متوقع قد يؤثر على الكرملين.

لكنه رأى أنه حتى بدون حصول مثل هذا الحدث، فإن الجدول الزمني للوصول إلى القرم "ممكن".

وردا على سؤال عما إذا كانت الحرب يمكن أن تنتهي بحلول 24 فبراير -الذكرى الأولى لانطلاق النزاع- قال "لنكن واقعيين، أعتقد أن الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت".

لكنه أضاف أنه "يشعر أنه بنهاية الربيع ستنتهي تلك الحرب"!

من جهته، أكد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، أن موسكو لم تتواصل رسميًا مع بلاده، بشأن احتمال عقد محادثات سلام، لكنه أكد أنه يجب انسحاب القوات الروسية بالكامل قبل حصول أي مفاوضات. وقال في مداخلة بالإنجليزية عبر الفيديو أمام منتدى هاليفاكس الدولي للأمن "لم نتلق أي طلب رسمي من الجانب الروسي بشأن المفاوضات".

كما أشار إلى أن أي محادثات غير مبنية على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليًا لن "تكون مقبولة".

جاءت تلك التصريحات بعد استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، قائلًا إنّها لن تؤدّي إلا إلى تفاقم الأمور.

كما أضاف خلال المؤتمر نفسه "السلام الحقيقي فعلًا والدائم والصادق لا يمكن تحقيقه إلّا عبر القضاء تماما على العدوان الروسي".

وكان البيت الأبيض كرر يوم الجمعة الماضي التأكيد على أن زيلينسكي هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات مع الجانب الروسي، رافضًا فكرة ممارسة أي ضغوط أميركية على كييف في هذا الاتجاه.

على الرغم من أن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي، كان أشار مرتين مؤخرًا إلى أن انتصارات أوكرانيا في ساحة المعركة قد تفتح نافذة لبدء محادثات من أجل حل سياسي للصراع، غير أنه عاد وأشار، الأربعاء الماضي، إلى أنه من غير المرجّح، على المدى القصير أقلّه، أن تتمكّن القوات الأوكرانية من طرد روسيا عسكريًا من كل الأراضي التي تحتلها في البلاد، بما فيها شبه جزيرة القرم.

يذكر أنه مع توقع العديد من الدول والخبراء أن يطول هذا الصراع أكثر بعد، تتخوف واشنطن من أن تبرد عزيمة حلفائها، ومن ضمنهم الدول الأوروبية، على الاستمرار في دعم كييف، مادياً وعسكرياً.